من هو المنادي فى قوله تعالى : فناداها ها ألا تحزنى قد جعل ربك تحتك سرياً وما معنى سرياً

يقول الله تعالى في سورة مريم: {فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا، وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} [سورة مريم: الآيتين 24، 25] يقول: من هو المنادي؟
ومن هو المقصود بقوله: {سَرِيًّا}؟ المنادي قيل: إنه جبريل عليه السلام نادى مريم ها وسمعت صوته، وقيل: إن المنادي هو عيسى عليه السلام ولكن الراجح الأول أنه جبريل عليه السلام، وأما عيسى فإنه لم يتكلم إلا لما ته إلى قومها وكما ذكر الله سبحانه وتعالى لما أشارت إليه {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ} [
سورة مريم: آية 27] وقالوا لها ما قالوا من الاستنكار فأشارت إليه فتكلم بإذن الله عز وجل، أما قبل ذلك فلم يرو أنه تكلم عليه الصلاة والسلام، فالراجح أن الذي ناداها ها هو جبريل.
والسري: هو النهر الذي تشرب منه ولهذا قال: {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا} [سورة مريم: آية 26]
تفسير: (فناداها ها ألا ت قد جعل ربك تحتك سريا)
♦ الآية: ﴿ فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: مريم (24).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ﴾ نهر ماء جارٍ، وكان تحت الأكمة نهر قد ان الماء منه، فأرسل الله سبحانه الماء فيه لمريم.
♦ تفسير البغوي “معالم التنزيل”: ﴿ فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا ﴾ قرأ أبو جعفر ونافع وح والكسائي وحفص ﴿ مِنْ تَحْتِهَا ﴾ ب الميم والتاء؛ يعني: جبريل عليه السلام، وكانت مريم على أكمة، وجبريل وراء الأكمة تحتها فناداها، وقرأ الآخرون بفتح الميم والتاء،
وأراد جبريل عليه السلام أيضًا ناداها من سفح الجبل، وقيل: هو عيسى لما خرج من بطن أُمِّه ناداها ﴿ أَلَّا تَحْزَنِي ﴾، وهو قول مجاهد والحسن، والأول قول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، والسدي وقتادة والضحاك وة: أن المنادي كان جبريل لما سمِع كلامها وعرف جزعها ناداها ألا ت.
﴿ قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ﴾، والسَّرِي: النهر الصغير.
وقيل: تحتك أي جعله الله تحت أمرك إن أمرتيه أن يجري جرى، وإن أمرتيه بالإمساك أمسك؛ قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: جبريل عليه السلام – ويُقال عيسى عليه الصلاة والسلام – برجله الأرض فظهرت عين ماء عذب وجرى.
وقيل: كان هناك نهر يابس أجرى الله سبحانه وتعالى فيه الماء وحييت النخلة اليابسة، فأورقت وأثمرت وأرطبت، وقال الحسن: ﴿ تَحْتَكِ سَرِيًّا ﴾؛ يعني: عيسى، وكان والله عبدًا سريًّا؛ يعني: رفيعًا.